عبدالله شعبان
عدد الرسائل : 181 العمر : 55 الموقع : apdallah_shapan@yahoo.com نقاط : 338 تاريخ التسجيل : 16/09/2009
| موضوع: العمل التطوعي بين نجومية النفاق و خبوت الاخلاص 2 الإثنين 05 أبريل 2010, 2:48 pm | |
| صور من العمل التطوعي
1- المساحة الدينية .... إن المساحة الدينية تشكل اكبر رقعة للعمل التطوعي فمع وجود هذا الكم الهائل من دور العبادة المنتشرة في كل مدينة و كل شارع و زقاق منها و مع انتشار الصحوة الدينية سمح لهذه المساحة باتساع رقعتها أفقيا و خلق فرص كبيرة للعمل و بروز شخصيات بعضها من سماء المجد والآخر من تحت الرماد قاصد البروز لعمل الخير و كل حسب حاجته و لن نتعرض , إن العمل في المجال التطوعي الديني لم يكن له صورة منظم على صورة هيئات و مؤسسات بل كان عفويا نابع من مبادرة من هناك وهناك فترى الفرد يتجه إلى أعمال الخير من خدمة في الجوامع و المساجد سواء لتعميرها أو المشاركة في التعمير ماديا ومعنويا و كذلك الاهتمام ببعض قضايا الوقف و عمل مزارع أو مصائد اسماك لغرض الوقف و تنوع العمل الوقف للاماكن الدينية سواء للجوامع أو حتى المقابر فكل لها وقف ينفق من ريعه و كان العمل له صور فردية تطوعية بغية نيل الثواب حتى تطورت هذه المساحة وكبرت فاحتاجت إلى تنظيم سواء من الدولة أو حتى من الأفراد , كما ينبغي الإشارة إلى انه و إلى حد قريب لم يكن هناك مؤسسات دينية منظمة مثل الأحزاب أو الجمعيات أو حتى الهيئات له تلك الصفة الاعتبارية كمؤسسة بل قصارى الأمر هناك جهود لمجموعات فردية تملك روح قيادية فتتصدر الأمر و تتربع عليه و حتى أن البعض يورثه إلى عائلته فتصبح تلك المؤسسات ملكية بالوراثة جيل بعد جيل فلا احد يستطيع أن يغير أو يبدل إلا عبر انقلاب ابيض أو احمر تدور ساحته إما في المدينة أو القرية أو في أروقة المحاكم تدار بين كر و فربين تلك الجماعات المتناحرة المتفقة المختلفة . كما تود الإشارة إلى الدعاة و التبشير إلى الديانات و لنا في هذه المساحة إن نتكلم عن الدعاة و المبلغين المسلمين حيث برزت الدعوة إلى الدين من لب العمل التطوعي بل هي ليست في مضمونها تطوعي بل هي واجب كفائي في شكله العام لكن لا يخفى أنها واجب عيني تكمن في (( كونوا لنا دعاة صامتين )) من خلال السلوك و الأخلاق وهذا ليس في موضوع الحديث ,,, بل حديثنا عن أناس وقفوا أنفسهم دعاة و مبلغين إلى الدين الحنيف ,,, كما لا ينسى مكاتب التزويج والصلح التوفيق من القائمة إذ هي تصب في نفس الخانة من العمل التطوعي . ومع بروز الدولة الحديثة سعت إلى تنظيم العمل في هذا المجال اعني العمل الديني بشكل عام ,,, و استحدثت دوائر معينة وعلى رأسها وزارة للشؤون الإسلامية تعنى بالدرجة الأولى على تنظيم العمل التطوعي الديني و تحويله إلى عمل وظيفي رسمي يتعاط القائمون عليه أجرا ماديا لقاء عملهم هذا , و نظمت المساجد و أمور الوقف الشرعي و قضايا التبليغ و الدعوة و الإرشاد ,,, و ما و أن بدأت تتبلور الصورة و تنظم حولت هذه المؤسسات من جهود فردية لها مبادراتها هنا وهناك إلى شخصيات تتبوأ مقاعد رسمية في الدولة لها هيبتها و شخصيتها الاعتبارية . في هذا السجال برزت قيادات وكانت متفاوتة في نية العمل بين الإخلاص و بين النجومية الاجتماعية و سوف نتكلم عن الأثر الملازم لذلك سواء سلب أو إيجاب . 2- الهيئات و الجمعيات الاجتماعية ... مع بزوغ الدولة الحديثة و مؤسساتها و التطور المدني و تشعب الحياة اقتصاديا أو اجتماعيا برزت احتياجات حديثة وهي رعاية مصالح الناس و التعاطي مع الشأن العام . قبل الحديث في هذا الجانب أود الإشارة إلى أن هذه التجربة ليست حديثة في مضمونها بل كانت موجودة في السابق و كانت لها صور عدة و على رأسها النقابات . إن العمل النقابي في مضمونه ليس جديد بل كانت هناك ما يعرف بشاهبندر التجار و نقابة الطالبين و نقابات أصحاب المهن و هي كثيرة . و كانت كلها تكتلات اجتماعية تسعى إلى تحسن أوضاعها الاجتماعية و المعيشية وبروزها كجهات لها تأثير على الوضع الاجتماعي ,,, إلا أن هذه الجهات حالها كحال الدولة في الماضي لم تكن لها صور مرسومة و واضحة بمعنى أن هناك أنظمة و قوانين داخلية تنظم طريقة عملها و بالشكل الذي هي عليه اليوم . إلا إن المتتبع يمكنه أن يستسقي من الطبيعة البشرية أنها مرت بنفس الأوضاع من حيث الإخلاص و النفاق . ومع قيام الدولة الحديثة و مؤسساتها و رغبة الناس في توسيع رقعتها التأثيرية في الدولة سعت إلى بناء مؤسسات المجتمع المدني فأنشئت الجمعيات العامة ومنها الجمعيات و النقابات و الهيئات و بعضها ما يخدم مصالح عموم المجتمع و تحسين أحواله الإنسانية كجمعيات حقوق الإنسان و النقابات و الاتحادات العمالية و الغرف التجارية و الجمعيات الاجتماعية و الجمعيات الثقافية و الجمعيات التي تعنى برعاية اصحب الاحتياجات الخاصة من أيتام و متخلفين عقلين و الصم والبكم و الجمعيات الخاصة المهنية كأطباء بلا حدود الاعلامين و و ........... الخ و كلها تسعى للمساهمة الفاعلة في التنمية الاجتماعية و المشاركة في صنع القرار بما يتلاءم مع احتياجاتها و رغباتها . إن هذه النوعية من العمل التطوعي في صورتها العامة و الحديثة هي مستوردة من المدنية الغربية و هذا أمر لن نختلف عليه لكونه في جوهره يصب في مصلحة الفرد ,,, كما نود الإشارة إن الدولة سعت بصورة أو أخرى التأثير على استقلالية القرار عبر الترغيب و الترهيب لذك ربما واجهت هذه المؤسسات شيئا من الإخفاق لغياب استقلالية القرار و تأثره بعطايا السلطان
3- الأحزاب و المنظمات السياسية إن العمل الحزبي والعمل السياسي أو ما يعرف بالتصدي في الشأن العام هو عمل تتطوعي محض يقوم به الإنسان المسلم تحت عناوين عدة منها (( من أصبح و لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم )) و (( كلكم راعى و كلكم مسئول عن رعيته )) و (( من رأى منكم منكرا )) و (( كلمة حق عند سلطان جائر )) كلها دوافع الفرد المسلم في الاندفاع و التفاعل مع قضايا الأمة فكانت الصور الأولى من التعاطي هي جهود فردية لم تكتسب الصبغة الجماعية في تنظيمها والتعاطي معها في ظل مؤسسة تجمعها بل كانت هناك محاولات هنا و هناك تجتمع للتصدي للشأن العام و السياسي منه ,,,, مع بداية القرن الماضي نقلت التجربة الغربية في بناء الأحزاب و التجمعات التي لها طابع فكري ومنهج واضح في التصدي للشأن العام إلى أن بدأت تتكرر التجارب و المحاولة إلى الوصول لتصحيح الوضع الأساسي من خلال جهود متفانية و بعضها دون ذلك و كل هذا بصور تطوعية نابعة من الحرص على التغير وفق المبادئ التي يؤمن بها الفرد ,,, فإذا يمكن وصف العمل السياسي انه عمل تطوعي محض يقصد منه التصدي للشأن العام من دون السعي لتحقيق ورائيات أخرى , فالنتيجة العامة إن الأحزاب هي مؤسسات للعمل التطوعي بشكل واسع ذو طابع سياسي له خطة هرمية تصل إلى القمة في التغير من خلال أدوات السلطة العليا . و مع تعمق التجربة و نضجها صارت لهذه الأحزاب دساتير و أنظمة داخلية و كيانات و لجان خاصة تعني بهموم الشارع من ألفه إلى بائه و بعضها استحدث له أبناء بأسماء أخرى وإنشاء جمعيات نفع عامة يسيطر عليها من جمعيات حقوق الإنسان إلى الرفق بالحيوان . و لو قسنا الأهداف الموضوعة لهذه الأحزاب و التطبيق على ارض الواقع لوجدنا بون شاسع في مجمل تلك الأحزاب و وقع الفأس في الرأس , وخير مثال لعنوان الموضوع هو الأحزاب بين (( نجومية النفاق و خبوت الإخلاص ))
4- المجالس البلدية و البرلمانات إن الدولة الإسلامية أساس منهجها قائم على (( أمرهم شورى )) فكانت الشورى في الحكم أساس الحكم و أساس دولة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام فكان يجتمع بأصحابه يتشاورن في الشأن العام وكانت هذه سيرة السلف الصالح من بعده إلى أن تحولت الدولة إلى ملك عضود بدل خلافة الشورى والبيعة . إلى أن جاءت الدولة الحديثة . إن مؤسسات الدولة الحديثة قائمة على مبدأ الشراكة الاجتماعية و الديمقراطية ,,, التي تعنى بالدرجة الأولى على توسيع المشاركة عبر مؤسسات المجتمع المدني فقسمت الحياة في الدولة إلى شقين أساسين الشق الأول الشق السياسي و الشق الثاني الشق ألخدماتي ,,, و لتنظيم هذا العمل أسس الجهازين الأول السياسي و هو البرلمان و الثاني المجالس البلدية التي تعني بتنظيم الخدمات الإسكانية والطرقات و الصحية و وضع برامج مناسبة لها ترقى بالمجتمع و تلبي احتياجاته ,,, و هكذا بدا المشوار بفتح الباب لمن يرد أن يتطوع قربى لله تعالى من دون منّ و لا أذى ,,, فالأساس هي شورى في الاتجاه الرقي فبرز المحبون لهذا العمل على تعبه و كبرى مسؤوليته يتصدون إلى الشأن العام بشقيه عبر صناديق الاقتراع ,,, كما دفعت الأحزاب و العشائر و القبائل و الطوائف و الاثنيات بأصحابها إلى التفاعل مع هذا الأمر بغية المحافظة على المكتسبات والامتيازات و تحقيق غيرها ,,, فدارت رحى الحرب في إثبات الوجود والحفاظ فكانت الصورة جلية بين (( النفاق و الإخلاص – نجومية وخبوت )) . 5- رئاسة الحكم أمر في أصله تتطوعي و ليس وظيفة يقتات منها ,,, و لن أزيد حرفا على ذلك لوضوح الأمر . | |
|