عبدالله شعبان
عدد الرسائل : 181 العمر : 55 الموقع : apdallah_shapan@yahoo.com نقاط : 338 تاريخ التسجيل : 16/09/2009
| موضوع: العمل التطوعي بين نجومية النفاق و خبوت الاخلاص 1 الإثنين 05 أبريل 2010, 2:45 pm | |
|
تمهيد
رغبات أي فرد تتوزع بين مجموعة من الاهتمامات القائمة مع مدى تفاعله مع المحيط الواسع الذي من حوله ,,, إذ لا خلاف أن كثير من هذه الرغبات من جبلة الفطرة و قوام الخلقة السلمية ,,, فترى الفرد يحب الاندماج في بيئته بناء على مفهوم العيش مع الجميع و استئناسه بالذين من حوله فيحاول أن يعمق هذا الاتجاه باستحداث أنماط جديدة من عناصر التقارب و تقوية السابق منها ,,,, فبعيدا عن سنة التجارة التي تؤمن لقمة العيش وتحدث روابط تنمي في الاتجاه الإنساني في تنمية رغد الحياة ,,, يكمن الاتجاه الأخر من تنمية الحياة وهو ما يعرف في الاصطلاح الحديث العمل التطوعي ,,, إن هذا المصطلح حديث على مستوى مفردات قواميسنا الاجتماعية لفظا ,,, لكن من الناحية العملية نمارسه نحن المسلمون كجزء من ارتباطنا الديني الذي ينظم علاقتنا الأخلاقية و يزرع معاني التعاون و التآخي بين أفراد المجتمع ,,, إذا العمل التطوعي هو من صميم سلوكياتنا الاجتماعية فباعثه ديني أخلاقي متأصل من قديم ,,, فالاندفاع باتجاه معين و التفاعل معه كأنه ارث متأصل في جيناتنا الوراثية حتى أصبح فطرة سليمة خلافها يعد من الشذوذ ,,, فنحن نمارس العمل التطوعي من عدة دوافع تبدوا في ظاهرها و كأنه سلوك فطري في اللاشعور ,,, فمن منا لم ير أبا له لم يشارك أهل قريته أو أهل مدينته أو عشيرته أو قبيلته لم يعط في منشأة قائمة سواء مسجد أو تعمير مزرعة لغرض وقف ينفق في سبيل الله أو من منا لم ير أبا له ساهم في تشيد دار جار له أو صديق أو من لم ير أما أو أخا أو أخت لم تنخرط في عمل يقصد منه النفع العام فماضينا ملئ بتلك السلوكيات الاجتماعية حتى كنا نرى و كأن القائل يقول السابقون السابقون إلى فعل الخيرات من دعم و رعاية في أوقات الشدة والرخاء ,,, فهذه التفاعل الفطري مع مقومات المجتمع الاجتماعي سلوك لم يدون في مؤلفات تحت مسي خاص أو منفرد بل وجد في أبواب الحديث الدال منها على الحث على فعل الخيرات و التسابق إليها وهناك بعض مدونات الأخلاق رصدت هذه التفاعلات و كتبة في تهذيبها و تجنيبها مطاب الرياء و الهوى . حتى إذا جاءت ثورة أكدمة العلوم و السلوكيات الإنسانية خرج علينا بمصطلح و مفردة جديدة و هي (( العمل التطوعي )) ,,, ممنهج ومصنف و صار يدرس في المدارس و الجامعات تحت مسمى خدمة المجتمع . نحن لا ننكر فائدة أكدمة السلوكيات الإنسانية و ممنهجتها بأسلوب سليم يستفيد منه الباحث و المتعاطي على حدا سواء , بل هو أمر حسن قلبا وقالبا . لكننا هنا نسلط الضوء على جنبه أخرى و هي إن المنهجه الأكاديمية للسلوكيات الإنسانية ذات الطابع التطوعي صبت بشكل لا إرادي في تفريغها من محتواها الروحي القربوي . فعندما تصبح تلك الأعمال التطوعية التي يقصد منها القربة منهج له أصوله ومقوماته و تنغمس الناس في حرفية منهجة يكون العمل أجوف خالي من روح القربى و يصبح سلعة تجارية يتاجر بها كأي من العلوم الإنسانية التي صارت مصادر رزقيه تدر الأرباح على الأساتذة و الجامعات وما بعض العلوم الحديثة مثل البرمجة العصبية و بناء الثقة التي هي من لب فكر الفرد المؤمن و التي أشار إليها الذكر الحكيم والأحاديث الشريف إلى الاعتناء بها إلا خير شاهد على سلعية تلك المبادئ السامية والتي كثير ما كتب و صنف فيها الماضون رحمهم الله .
| |
|