إذا نظرت إلى سيدة أثناء عملية الوضع فسوف تكتشف أن أسارير وجهها تعبر عن أقصى درجات الألم وعندما يهل عليها المولود وتسمع صرخاته تملأ المكان تنسى آلامها وتفكر فيه فالبكاء يؤكد خوفه حيث يشعربالغربة يتساءل أين أنا ؟ومن هؤلاء؟ يريد التنفس فالإنقباضات الواضحة على وجهه توضح حاجته السريعة الى تنفس الهواء عن طريق رئتيه .ويوضح الدكتور أشرف باسم أستاذ الأطفال أن الحبل السري يمد الطفل بكل ما يحتاج إليه من غذاء وأوكسجين فهو خرطوم يوصل للجنين كل احتياجاته خلال فترةالحمل وهو مبطن بمادة لزجة وعند خروجه من رحم الأم تتأثر المادة اللزجة التي تبطن الحبل السري بالهواء فتتحول في لحظات إلى مادة أخرى تختلف في طبيعتها وتسد الحبل السري وتقطع الاتصال بين الجنين وأمه فيبدأ الطفل في التنفس عن طريق رئتيه .كل هذا يحدث في وقت لايتعدى جزءامن الثانية !!
وفي نفس الوقت الذي تبدأ رئتا الطفل في أداء وظائفها تبدأ باقي أعضائه في العمل فيحرك ساقيه ثم يديه ويبدأ في التنفس بصعوبة كبيرة وعندما يرتفع صوته بالصراخ تبتسم ودموع الألم في عينيها لأن الحياة قد انتصرت في النهاية وأن الصرخة الأولى للطفل تنتج عن مرور الهواء الخارج من رئتيه على الأحبال الصوتية وهي تعني أيضا دخول الهواء إلى نحو 300 حويصلة صغيرة في رئتيه ويصاحب ذلك في نفس الوقت انقباض عضلات القلب وبدء عمل الدورة الدموية في أنحاء الجسم المختلف ويجب أن يعرف كل أب وكل أم أن صراخ الطفل لحظة ولادته عبارة عن نداء يقول فيه ها أنذا قد وصلت ولنفكر قليلا في حال الطفل في هذة اللحظة فقد كان ينعم بالدفءوالغذاء المهضوم أثناء وجوده في رحم أمه وفجأة يتغير كل شئ ويخرج عاريا لمكان بارد لا طعام فيه ملئ بالضجيج يخرج مبهورا بالضوء الشديد ثم تبدأ سلسلة من العمليات المؤلمة حمام ماء قطرة للعين ولا هروب من المشرط الذي يقطع الحبل السري وكلها عمليات مؤلمة له وخلا ل الأسابيع الأولى في حياة الطفل قد تنزعج الأم عندما تلاحظ وجود شبه حول في عينيه والحقيقة أن هناك ست عضلات تؤدي إلى التوازن بين قوة شدها الى استقرار العين في وضع طبيعي أما في الأسابيع الأولى من عمره فتكون العضلات في حالة غير طبيعيية لذلك قد تظهر العين وكأن بها حولا ولكن بمرور الوقت تستقر على الشكل الطبيعي وقد وجد ايضا أن الطفل خلال الأسابيع الأولى يستطيع أن يميز بين الألوان ولوحظ ان كل الأفعال التي يبديها تكون أفعالا دفاعية ترتبط بالأصوات التي يسمعهاكما أنه خلال الأسبوع الأول يستطيع أن يتذوق الطعام ويفرق بين الحلو والمالح أما العطس الكثير فهو ناتج عن رغبته في تنظيف أنفه من السائل الذي كان يسده أثناء وجوده في الرحم ويجب أن تعرف الأم أن الطفل يجب أن يكون دائما بين الناس ولا تتركه وحيدا فهو قادر على أن يميز صوتها وحركاتها فلا تظني أنه لا يعرفك ولا يشعر بوجودك
هذا هو عالم الطفل الذي رأى النور منذ لحظات أنه عالم كبير وعلى الأم التي تكتفي بالابتسام وهي تنظر لطفلها أن تتذكر أن تربية هذا الطفل تبدأ من لحظة ولادته وأن عليها منذ هذة اللحظة ان تناجيه وتتحدث إليه وتروي له قصصا وتغني له وتشركه في مهامها المنزلية فكل هذا يساعد على إيقاظ حواسه وتوسيع مداركه ويهيئه للتفاعل المبكر مع من حوله .