الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا وولينا وقرة أعيننا محمد بن عبد الله وعلى سادتنا من آل بيته الطاهرين المُطَهّرين وأئمتنا من صحابته الراضين المَرضِيين والتابعين لهم بإحسان
إلى يوم الدين.
وبعد:
ففي مثل هذه الأيام تحل بكثير من المسلمين والمسلمات
أيام الامتحانات والاختبارات , وتتعدد فيها المسؤوليات , ويمحص الله فيها المخلَصين من عباده -المدرسين أو الإداريين أو الطلاب - بما يعرض لهم من ابتلاءات يميز الله بها من الخبيث من الطيب ,وتتكاثر الاستفتاءات والتساؤلات في أذهان البعض من هؤلاء ومن أولياء أمور الطلاب , والمعتنين بمسائل التربية والتعليم , ولن يجد المسلمُ في أي نازلة تحل به أصدق توجيهاً ولا أخلص نصحاً من العلماء الربانيين المخلصين –رحم الله موتاهم وحفظ من الفتنة أحيائهم- الذين إن قالوا قالوا لله وبالله , وإن فعلوا فعلوا لله وبالله , وإن كفوا وسكتوا كان ذلك منهم لله وبالله , لهذا كله:
رأيت أن أختار لنفسي وإخوتي المسلمين زُوَّاراً وأعضاءاً هذه الفتاوى والنصائح والتوجيهات لبعض من علماء ودعاة هذه الأمة والمربين فيها,والذين شهد لهم السواد الأكثر بصدق النصح والتوجيه , وليس تخصيصهم بإغفال لغيرهم من الأعلام المشهورين الذين لهم قدم صدق في العلم والتعليم , ولكنه جهد المقل على عجلٍ.
من أجوبة العلامة الشيخ:عبد العزيز بن باز رحمه الله:
1- هذه أيام امتحانات فهل من نصيحة إلى الطلاب يا سماحة الشيخ؟
ننصح الطلاب جميعاً بالجد والعناية والمذاكرة في الدروس ليلاً ونهاراً، والتعاون فيما بينهم في حل المشكلات، وسؤال الله التوفيق والعون، والحذر من المعاصي، والحرص على الصلاة والمحافظة عليها في الجماعة، صلاة الفجر وغيرها، وعلى بر الوالدين، وصلة الرحم، وأداء حق الزوجة إلى غير ذلك. فنوصي الطلاب بتقوى الله، والاستقامة على دينه والمحافظة على ما أوجب الله، وترك ما حرم الله، وهذا يعينهم على النجاح في دروسهم، كل واحد عليه أن يتقي الله وأن يحافظ على ما أوجب الله من صلاة وغيرها. وأن يجتهد في بر والديه، وإعطائهم حقوقهم وإنصاف الزوجة، لعطائها حقوقها إن كان له زوجة، وحفظ الوقت من القيل والقال الذي لا فائدة فيه وذلك بالمذاكرة وحده، أو مع إخوانه.
2- تسأل عن الأدعية بخصوص الوسوسة تقول: هل هناك دعاء للتخلص من وسوسة الشيطان؟ وهل هناك دعاء بخصوص الامتحان؟
كل هذا ليس فيها دعوة خاصة فيما نعلم إنما فيه الدعاء العام، تسأل ربها أن ينجحها في الامتحان, وأن يعينها على الامتحان, وتفعل الأسباب من العناية بالمراجعة للدروس, والسؤال عما أشكل عليها المدرسات, وهكذا الوسوسة, تجتهد في التعوذ بالله من الشيطان, والرجل كذلك يتعوذ بالله من الشيطان، ويسأل ربه- جل وعلا- بصدق وإخلاص أن الله يعافيه من هذا الشيطان, ويعيذه من نزغاته، وإذا دخل في الصلاة أقبل عليها بقلبه, وقالبه واجتهد في ذلك, وتذكر أنه بين يدي الله العظيم-جل وعلا-حتى يخشع لله, وحتى يقبل على صلاته بقلبه, وحتى يبتعد عنه الشيطان، فإن الشيطان خناس ووسواس كما قال الله-جل وعلا-: مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (الناس:4), فمتى وفق العبد للذكر, وإحضار قلبه بين يدي الله خنس عدو الله وترك الوساوس, فإذا غفل العبد وسوس عليه هذا العدو, فالواجب الضراعة إلى الله, والحرص على التعوذ بالله من شر الشيطان ولو أنك في الصلاة، إذا جاءك في الصلاة, وأشغلك في الصلاة تنفث عن يسارك ثلاث مرات وتتعوذ بالله من الشيطان كما فعل عثمان ابن أبي العاص لما شق عليه الشيطان أمره أن يدعو في صلاته يتعوذ في صلاته ثلاث مرات ينفث عن يساره ويتعوذ بالله من شر الشيطان ثلاث مرات ففعل فسلمه الله من شره، فأنت أيها السائلة وهكذا كل مسلم عليه أن يجتهد في ذلك, في الاستحضار أنه بين يدي الله, وأن هذه الصلاة عمود الإسلام، وأن الواجب أداؤها كما شرع الله, ثم إذا كثر عليه ذلك ينفث عن يساره ثلاث مرات, ويقول: أعوذ بالله من الشيطان أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والله-جل وعلا-سوف يعافيه من شره إذا صدق في ذلك، وهكذا في الامتحانات، وهكذا في جميع الكربات، جميع الكرب, وجميع الشؤون يجب على المؤمن أن يفزع إلى الله وأن يضرع إليه، ويسأله الإعانة على ما أهمه وعلى ما كربه من الامتحان وغيره، كما قال-جل وعلا-: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(غافر: من الآية60)، وقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ(البقرة: من الآية186)، وقال-سبحانه-:أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ(النمل: من الآية62)، المشركون الأولون هم كانوا كفار إذا اشتدت بهم الأمور فزعوا إلى الله وهم كفار والتجأوا إليه فكيف بالمسلم، المسلم أولى وأولى أن يفزع إلى الله إذا اشتد به الكرب، وإذا عظمت عليه المحنة، وإذا اضطر إلى أمر يشق عليه يبادر, ويفزع إلى الله ويضرع إليه ويطلبه العون والتوفيق, وهو سبحانه القريب المجيب-جل وعلا