قل للذي يبغي السعادة : هل علمت من السعيد ؟!!
إن السعادة : أن تعيش لفكرة الحق التليد
لعقيدة كبرى تحل قضية الكون العتيد
وتجيب عما يسأل الحيران في وعي رشيد
من أين جئت؟ وأين أذهب ؟ لم خلقت ؟ وهل أعود ؟
فتشيع في النفس اليقين وتطرد الشك العنيد
وتعلم الفكر السوي وتصنع الخلق الحميد
تعطي حياتك قيمة ربُّ الحياةِ بها يشيد
ليظل طرفك رانيا في الأفق للهدف البعيد
هذي العقيدة للسعيد هي الأساس هي العمود
عرف المراد من الحياة فلم يعش عيش الشريد
وتفاعلا : هو والحياة يفيدها وله تفيد
فإذا استفاد المال فهو لخير أمته رصيد
والجاه عدته لنفع الناس من بيض وسود
فيعيش من إيمانه في عالم نائي الحدود
ويعيش من أخلاقه في عالم الخير المديد
حلو الشمائل في حياء الزهر في طهر الوليد
في رقة الماء النمير وبهجة الفجر الجديد
هو في الرخاء وفي الشدائد للجميع أخ ودود
لا الفقر يذهله , ولا الإثراء ينسيه العهود
لا حامل حقدا , فما أشقى الحياة مع الحقود
متبسما , والدهر غضبان يزمجر بالوعيد
هو كالشعاع المستقيم فلا يضل ولا يحيد
هو ناصع , لا يختفي خلف الستائر والسدود
للناس أرباب , ولكنْ ربُّه رب وحيد
لا ينحني إلا له عند الركوع أو السجود
آماله تنمو على الأحداث كالروض المجود
ويمدها إيمانه الدفاق كالدم في الوريد
هذا لعمري شأن ذي الإيمان أو شأن السعيد
لاحزن لاندم على أمس , فأمس لايعود
لا خوف من غده , فخوفُ غدٍ ظنون لا تفيد
===========
قل للذي نشد السعادة : دونك النبع الفريد
إن السعادة منك , لاتأتيك من خلف الحدود
هي بنت قلبك , بنت عقلك , ليس تُشْرَى بالنقود
فاسعد بذاتك , أو فدع أمر السعادة للسعيد
=====د. يوسف القرضاوي[center]آسفة إذا كنت تدخلت بينكما لكني وجدت الجوملبد بالغيوم والرماد يبدونتيجة البركان نتمنى أن تنقشع الغمة ويعم السلام