عدد الرسائل : 209 العمر : 52 نقاط : 576 تاريخ التسجيل : 25/01/2009
موضوع: آداب تربوية (10) الخميس 28 يناير 2010, 3:17 am
- آداب النوم للطفل المسلم للنوم آدابه التي يحرص الوالد على تعويد ولده عليها؛ ليحصل له اتباع السنة، وراحة الجسم، والاستفادة من أوقات النوم، وحصول المقصود منها، كما أن هناك قضايا ليست من السنة يحرص الأب على حماية ولده منها. ومن أهم السنن المتعلقة بآداب النوم: مسألة التبكير إلى النوم، وأخذ المضجع، وترك السهر إلا لضرورة. وقد ابتلي المسلمون في هذا العصر بتغيير نظام يومهم، فهم يسهرون إلى ساعة متأخرة من الليل، ثم ينامون طويلاًً في النهار، وربما لا يستيقظ منهم إلا القليل لصلاة الفجر. رغم ما ورد عن رسول لله صلى الله عليه وسلم في التحذير من الحديث والسهر بعد العشاء، فقد نقل أنه كان ((يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها)). فكلا العملين مذموم؛ من بكر بالنوم قبل العشاء، ومن تأخر بالنوم إلى ما بعد العشاء بوقت طويل، والسنة دائماً ترغب في التوسط في جميع الأمور. وقد ثبت علمياً أن النوم في الليل له فوائد كثيرة، والجسم يستفيد منه أكثر مما يستفيده من نوم نهار؛ لهذا يحرص الأب المسلم على الاقتداء بالسنة في هذا الباب، آخذاً بالاحتياطات اللازمة لذلك، وأهمها: تعويد الولد النوم الباكر بأن يتم تناول طعام العشاء في الفترة من بعد المغرب إلى صلاة العشاء، فلا يأتي وقت النوم إلا وقد انهضم أكثر الطعام فيسهل عليه النوم، وإلا فإن سوء الهضم وكثرة الطعام تذهب النوم في الليل وتؤرق الإنسان. ولو استطاع الأب، وباقي أفراد الأسرة أن يناموا جميعاً بعد العشاء مباشرة أخذاً بالسنة، فهذا أفضل أسلوب لتعويد الولد النوم المبكر، ولكن لما كانت حياة الناس في هذا الزمن قد اختلفت وتبدلت، ولا يمكن أن يستقل الأب وينفرد بشؤونه عن الناس، فربما صعب عليه أن ينام مبكراً بعد العشاء مباشرة. أما الأولاد فبإمكانه توجيههم، وتقييدهم بالنوم المبكر؛ لعدم وجود ما يمنعهم من ذلك. ومن أهم القضايا المساعدة على النوم المبكر للأطفال: منعهم من النوم في النهار بالكلية، وذلك لأنه يعود الولد الكسل والسهر في الليل، يقول الغزالي رحمة الله: ((وينبغي أن يمنع من النوم نهاراً فإنه يورث الكسل)). خاصة النوم بعد صلاة الفجر مباشرة، فإن بعض السلف رضوان الله عليهم كانوا لايتركون أحداً من أهلهم وأولادهم ينامون بعد الفجر حتى تطلع الشمس. وذلك لحصول بركة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم التى قال فيها: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)). وقد ثبت علمياً أن غاز ((الآوزون)) المنشط للخلايا، والذي يقضي على كثير من الأمراض، لا ينتشر إلا في الفجر، فهذا من بركات الاستيقاظ المبكر، وترك النوم نهاراً، خاصة بعد صلاة الفجر مباشرة. وهذه الفترة بين صلاة الفجر حتى الشروق لا تزيد في العادة عن ساعة، فلو استغلها الأب مع الأولاد في بعض الأعمال والنشاطات الدينية، فإن الفائدة والمردود سوف يكونان جيدين إن شاء الله، وخاصة وأن الولد في الصباح وبعد الصلاة يكون صافي الذهن، قادراً على التفكير والتمعن. ومن أفضل الأعمال في هذا الوقت التسبيح، وقراءة القرآن حتى تطلع الشمس، لقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه عنه أنس بن مالك: ((من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين: كانت له كأجر حجة وعمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامةٍ تامةٍ تامةًٍ)). فهذا ترغيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجلوس بعد الصلاة للذكر، والأب إن وجد في أولاده همة لذلك ساعدهم وحثهم عليه، وإن وجد منهم ضعفا، فلا داعي أن يجبرهم، بل يقسم هذه الساعة، فيخصص منها للذكر وقتا، ولشيء من الحديث معهم وقتا آخر، وباقي الوقت يأخذهم بالسيارة إلى مكان قريب منبسط لرؤية شروق الشمس، فهذا محبب للأطفال، ثم يعقب هذا بشيء من النشاط الرياضي الخفيف، ثم الإفطار. ومن القضايا المهمة المتعلقة بآداب النوم: مسألة التفريق بين الأولاد عند أخذ المضجع خاصة الذكور والإناث، وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع)). وذلك للاحتياط في القضايا المتعلقة بالجنس، والولد أثناء النوم وكذلك البنت لايدريان ما يمكن أن يحدث بينهما من الاحتكاك، أو الاحتضان، أو الالتصاق. ومن باب سد الذريعة أخذ الاحتياطات في هذا الأمر الخطير. وأفضل هذه الاحتياطات تخصيص غرفة للذكور وغرفة أخرى للإناث، وجعل سرير ولحاف مستقلين لكل ولد ولكل بنت، فإن لم يتيسر ذلك، فلا بأس بالنوم على فراش واحد، على أن يكون لكل واحد لحافه الخاص به، ويحذر الأب كل الحذر من نوم الولد بعد السنة الأولى من عمره في غرفة نومه الخاصة مع أهله، خشية أن يرى الولد ما يكره من العلاقة الطبيعية بين الرجل والمرأة. ويعود الولد النوم على جنبه الأيمن، اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، مع وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن. وتجنب النوم على البطن، لكراهية الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه النومة وقوله: ((إن هذه ضجعة لا يحبها الله)). كما أن في النوم على البطن - خاصة للولد الذي قارب الحلم – يسبب تهييجاً وإثارة جنسية - وذلك لاحتكاك الأعضاء التناسلية بالفراش. والأب يحرص على توجيه أولاده إلى الخير في جميع الشؤون ولايهمل، خاصة في المسائل التي جاءت الشريعة بأحكامها وبيانها. وعلى الوالد أن يعلمهم ذكر أخذ المضجع وهو: ((اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت)) وكذلك عند الاستيقاظ: ((الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)). وأن يحفظهم هذه الأذكار والدعوات، وأن يتابعهم قبل النوم فيسألهم عنها. ويُفضل أن يعودهم على قراءة بعض الآيات المأثور قراءتها قبل النوم كآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة. ولا بأس بأن يجهر الأب بهذه الأذكار أمام أولاده، ليعلمهم حتى يحفظوا ويعقلوا عنه، أو يوجه الكبار منهم ليعلموا الصغار. ويجب على الأب أن لا يترك ولده ينام في البيت وحده، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيت الرجل في البيت وحده، فكيف بالولد الصغير ؟. فعلى الأب أن يأخذ الاحتياطات اللازمة لحماية الولد من الخلوة الطويلة في الليل وحيدا ليس معه في البيت أحد، فلا يجد من يساعده إذا احتاج إلى أمر من الأمور، أو مرض، أو على الأقل لو خاف لا يجد من يؤنسه. ويفضل أن يكون في غرفة الولد شيء من الضوء، كوضع مصباح كهربائي صغير، أو إشعال ضوء بعيد يصل منه شيء إلى غرفته، وذلك احتياطا من تعثر الولد إذا استيقظ في الليل لحاجته. وهذا لا يعارض قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أطفئوا المصابيح عند الرقاد))، فإن المقصود بهذه المصابيح تلك التي تشعل بالنار والفتائل والوقود، وعلة النهي عن تركها مشتعلة أثناء النوم واضحة في باقي الحديث حيث قال عليه الصلاة والسلام: ((…. فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت البيت)) فالعلة هي الفأرة، أو ما شابهها من الدواب، تعبث في المصباح فتكون سببا في إحراق البيت. والمصابيح الحديثة مأمونة في الغالب، وبعيدة عن هذه الدواب، خاصة المعلق منها في الأسقف، كما أنها غير قابلة للإحراق بمجرد السقوط على الأرض. ومن السنن المستحبة عند النوم أيضا: الوضوء، والنوم على طهارة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة)). وذلك لينام الولد طاهرا، نظيفا، ذاكرا الله عز وجل. ومن نام على هذه الصفة، متوضئا، طاهرا، ذاكرا، أجزل الله سبحانه وتعالى أجره وثوابه. وعلى الأب أن لا يغفل جانب النية الحسنة من مقصد النوم، فيعلم أولاده أن المسلم ينام في الليل ليتقوى في النهار على عبادة ربه، والسعي في مرضاته بالجد والعمل. وعلى الأب أن يتابع أولاده في هذه السنن والآداب ولا يمل حتى يتيقن حبهم لها، والتزامهم بأدائها