رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيته

ze] كان صلى الله عليه وسلم المعلم الذى ترتقى اليه البشريه فى تقدمها ومستقبلها والمؤدب العظيم الذى نشر الحب والامان والاستقرار والامل والرجاء فناجى الارواح وخاطب الضمائر وهز القلوب وتسرب الى حنايا الضلوع ما سئم الناس له صوتا ولا
ولا ملو له نغما ولا استثقلو له كلاما
الى حديثه اصغى له المكدود وبكلامه تداوى المكلوم وفى رحابه استراح العانى وفى ظله رقد من نات به الديار او شط به
المزار او غمرته ماسى الحياه او طحنته رحى الزمان
تعالى نطالع حياته صلى الله عليه وسلم فى بيته ومع زجاته نجده المثل الاعلى فى البر والرحمه والعطف والشفقه والحب والرافه
والحنان والرعاية واللين والمودة
يتلطف معهن ويداعبهن ويدخل الفرح والسرور على قلوبهن ويلقاهن بوجه بشوش ويبتسم دائما فى وجوههن ويزروهن جميعا
فى الصباح والمساء ويعاملهن بالمعروف ويوجهن بالمنطق وينصحهن باللين ويعدل بينهن ولا يفرق فى المعاملة بينهن ويستشييرهن فى امور الحياة ويساعدهن فى شؤون البيت حثى انساهن بعطفه انهن يخاطبن رسول الله فى حديثهن معه يتحدثن
بكل جراة وحرية كما تتحدث اى امراة مع زوجها فكن يراجعنه حتى يظل يومه غضبان]
مع عائشة
ومنهن من تقول له امام ابيها الصديق (( تكلم ولا تقل الا حقا )) ويغضب الاب من ابنته ويضربها على وجهها ويقول لها
: ((ومن يقل الحق غير رسول الله )) فيبتسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له فى رفق وحنان :
((ما لهذا دعوناك .. وذات يوم يداعبها عليه السلام فيقول لها :ياعائشة انى لاعلم متى كنت عنى راضيه .. واذا كنت على غضبى .. فتقول له: ومن اين تعرف يارسول الله فيقول عليه السلام اما اذاكنت راضيه فانك تقولين لا ورب محمد.. واذا كنت غضبى قلت لا ورب ابراهيم .. اجابت اجل والله يا رسول الله مااهجر الا اسمك
[ مع صفيه
وها هى ام المؤمنين ((صفيه )) تاتى اليه باكيه وتقول له: (( ان زوجاتك يعيرننى ويقلن لى يا يهودية بنت يهوديه .؟
فينظر اليها فى حنان حنان غامر ويقول لها ..هلا قلت لهن ان ابى هارون وان عمى موسى وان زوجى رسول الله
مع خديجة
فهذه ام المؤمنين ((خديجه )) التى سعدت بهذا الزواج قرابة ربع قرن من الزمان لما سمعت حديثه عن نزول الوحى
لاول مرة قالت (( ابشر يابن عم واثبت فو الذى نفس خديجة بيده .انى لارجو ان تكون نبى هذه الامه .
والله لا يخزيك ابد انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق ))
ولما دخلت عليها ابنتها (( ام كلثوم )) فى مرضها الاخير وقالت لها :لا باس يا اماه اجابت خديجة بقولها :اى وربى لا باس على امك يا ابنتى ما من امراة فى قريش ذاقت ما ذقت من النعيم بل ما من امراة فى الدنيا كلها نالت مثل الذى نلت من مجد .. فحسبى
من دنياى اننى زوجة الحبيب المصطفى .. وحسبى من الاخرة اننى المؤمنة الاولى وام المؤ منين
مع سودة
وها هى ام المؤمنين ((سودة )) تقول لرسول الله :: والله ما بى على الازواج من حرص ولكنى احب ان يبعثنى الله يوم القيامة
زوجا لك وام المؤمنين عائشة تعلل له غيرتها الشديدة عليه فتقول له : يا رسول الله ان مثلى يغار على مثلك ..
ما اطيبه نبيا وما اطيبه زوجا صلى الله عليه وسلم
هذه قطرة من بحر واسع نكمل معكم الحديث ونبحر فى هذا البيت مرات اخرى قادمة عسى ان نستفيد من ذلك الادب النبوى فى بيوتنا فينصلح حالنا
هلمصدر مجلة منار الاسلام يوليو 1997
بقلم الاستاذ حديوى حلاوة