علم لا يشفع..وسلطان لا ينفع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر / السيد جلال
ــــــــــــــــــــــــــــــ
نظرتُ للسماءِ عصرَ
ذات يوم ٍ في الربيعْ
رأيتُ مخلوقاتِ ربى
أمما تطيرْ
حاولتُ أن أطيرَ مثلها
فنالني ما نالني حتى البكاءْ
من الصد وع ِ والكسورْ
وكدتُ أن أكونَ بعدها
طعاما للنسورْ
وما استطعتُ أن أسيرْ
سبحانـَه ربّى العظيم
" فوق كل ذي علم عليم "
الله أعطى الطيرَ ذيلا ً
كالشراع ِ دائما يوجِّهُهُ
أيضا جناحين ِ
وريشاً ناعما كالحريرْ
كما حباهُ الله جسماً مغزلياً
كالسفينة
حتى العظام ِ
وزنـُها مناسبٌ
لكلِّ طائر ٍ يطيرُ...
كالحمامْ
غيرَ ما لا يستطيعُ ...
كالدجاج ِوالنعامْ
وبعضها يمتازُ بالكيس ِ الهوائي
ما يُسمَّى بالمثانة ْ
فيستطيعُ أن يطيرَ سابحا ً
مسبِّحاً فوق البحار ِ والصحارى
بانتشاءٍ
فلا تردُّهُ هضابٌ أو جبالٌ
أو قفورْ
أضافَ صاحبي الغرابْ
( حين التقينا في حديقةِ الحيوان ِ
بعد طول ٍ من غيابْ ،
و الهمُّ ظاهرٌ عليهِ و المرضْ )
حواسُّنا أيضا قوية
فنستطيعُ رؤية َ الحبوبِ و التقاطِها
من الحقول ِ و السهول ِ
فرزقـُنا مُبعثرٌ فوق الترابْ
نرَى الكثيرَ فوق سطح ِ الأرض ِ
واضحا، رغمَ ارتفاعنا
كثيرا في الفضاءْ.....
هذا قديما حينما كنا
نعيشُ في سلام ٍ آمنينْ...!!
انظرْ إلى تلك العصافير ِ
التي فوق الشجرْ
وانظر إلينا خلف قضبان
الحديدِ المفتخرْ
كالمجرمين في القفصْ
والناسُ منـَّا في خطرْ
إنـِّي حزينْ
هُنـَّا.......،
ذ ُلِلنا..........
هــــــــــا هُنا
وضيَّع الإنسانُ مالنا
من الأمان ِ والجمال ِ والشبابْ
حتى أنا..............
عابوا علىَّ مثلما
عابوا سوادَ عنترة ْ
فصرتُ شؤما مزعجا
ولم أقدمْ أي شر ٍ أذكرَهْ
وأُغْلِقتْ في وجهيَ الأبوابْ
أنا الذي علمْتـُهُ ما يجْهلـَه
حط ّ مقاميَ في الترابْ
فالأرضُ سجنٌ
لفـَّه الإنسانُ بالسلاح ِوالدماءْ
والدمار ِ والخرابْ
كذلك الأجواءْ
فكلما كنتُ أطيرُ...
في السما محلقا
ألقىَ الدُّخانَ
والغبارَ والسمومَ
هائمِينَ كالسحابْ
صار الفضاءُ الرحبُ
طوقا خانقا
حتى فقدتُ الأهلَ
والصِّحابْ
إنـِّي حزينْ
والحزنُ لا يجدي معي
أو العتابْ
لو أن لي سلطانْ
يا ليتني إنسانْ !!
ثم بكى الغرابُ منهارا
من الأوجاع ِ والعجز ِ
حتى ارتمى في الأرض ِ
محسورا
وماتْ..... !
مات بلا حسِّ...
فقلتُ في نفسي :
حاولتُ أنْ أطيرَ كالطير ِ
فلمْ أفلحْ
وما كان سوى اليأس ِ
لا بدَّ أنْ أرضَى ،
وأنْ يرضَى جميعُ الإنس ِ
كلٌّ لهُ حظ ٌ منَ الدنيا بمقدارْ
فلا أنا طيرٌ
ولا الطيرُ كما الإنس ِ
ليس لنا في خلقنا اختيارْ !
ـــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمنياتي * السيد جلال