العنف الطلابى ومن يقف وراءه

العنف الطلابي ومن يقف وراءه

تطالعنا الصحف بين وهنة وأخرى ما يحدث في الميدان التربوي من ضرب وعنف وإيذاء وتخريب لممتلكات بعض الهيئة الإدارة والتعليمية في بعض المدارس وتكون ردة الفعل شديدة في المجتمع تجاه الوزارة التي كما يرون أنها هضمت حقوقهم وحطمت شخصياتهم وهيبتهم ولم يستفسرون عن المثير والدوافع التي كانت وراء هذاالسلوك ودعونا نتكلم بواقعية بعيداً عن النظريات والمثاليات ونطرح على أنفسنا بعض التساؤلات :
= لماذا يحدث هذا العنف والإيذاء في هذه المدرسة ولايحدث في المدرسة الأخرى ؟
= لماذا يحث هذا السلوك من هذا الطالب أو من هذه الفئة التخريبية ولايحدث من بقية طلاب المدرسة ؟
ومن واقع الميدان وتعاملنا مع مشكلات الطلاب وجدنا بأن ما يحدث في بعض المدارس ومن بعض الطلاب أنما تعود لعدد من العوامل ومنها :
1- وجود خلل في إدارة المدرسة وهذا الخلل إما بالتشدد الخارج عن النظام مما يثير الطلاب ويدفعهم إلى اتخاذ أساليب دفاعية وانتقامية لرفضهم هذا الأسلوب وخصوصاً من المراهقين وتعتبر هذه المدارس أشبه بالسجن ، وإما بالتخلي عن المسئولية والتساهل في الأمور وهذا الأمر يلمسه الجميع عند زيارات مثل هذه المدارس فتجد مدرسة متوسطة وثانوية لايزيد عدد طلابها عن خمسون طالباً وتجد الفوضى لاتدري هل أنت في فسحة أم في حصة ؟ وعكس ذلك فتزور مدرسة بها كثافة طلابية قد يزيد طلابها عن خمس مائة طالب فتجد الهدوء وتجد المتعة والارتياح لدى الطلاب ورغبتهم في الحضور للمدرسة ، وأما تكون إدارة هذه المدرسة غير مؤهلة لهذه المهمة فقد يغيب عنها الكثير من الأساليب التربوية التي من المفترض أن يعمل بها ، وأما أن يكون هناك سوء علاقة بين إدارة المدرسة وبعض أعضاء هيئة التدريس مما يدفع البعض إلى الأستفادة من بعض الطلاب في إثارة الشغب والفوضى في المدرسة .
2-عدم تأهيل المعلمين الجدد تربوياً وخصوصاً في الأسلوب الأمثل للتعامل مع الطلاب ومع المواقف اليومية .
3- عدم تفعيل دور الاخصائى الاجتماعى في المدارس وتفريغهم لعملهم الحقيقي وهو مساعدة الطلاب لكي يفهمون ذواتهم ويعرفون قدراتهم وينمون إمكاناتهم ويحلون مشكلاتهم ليصلون بهم إلى تحقيق توافقاً نفسياً واجتماعياً وتربوياً ومهنياً فهناك طلاب يتعرضون إلى جميع أنواع الإيذاء داخل المدرسة وخارجها فمنهم من يشعر بالظلم لهضم حقوقه وعدم القدرة على الدفاع عن نفسه مما يوجد شخصاً عدوانياأو شخصاً سلبياً .
4- افتقار بعض المدارس إلى وجود برامج وقائية داخل المدرسة ومنها :
= عدم وجود حراسات أمنية عند بوابة المدرسة يستطيع بأن يلاحظ ما يحدث أمام سور المدرسة وبوابتها ويعمل على التعرف على زوار المدرسة وأهدافهم .
= عدم تفعيل دور الإشراف اليومي بحيث يتواجد المشرف اليومي في كل موقع داخل المدرسة ويكون دوره من قبل بداية الطابور الصباحي وعند الفسح القصيره والطويلة وعند انصراف الطلاب فهذه الأمور سوف تساهم بمشيئة الله بشكل كبير على اكتشاف الكثير من السلوكيات الغير مرغوب فيها والعمل على الحد منها .
= افتقار بعض إلى وجود صناديق للاقتراحات في المدارس وهذه تعتبر وسيلة للتنفيس الانفعالي لدى الطلاب بدل التنفيس بضرب المعلم أو تكسير ممتلكاته .
= إغفال تشكيل لجنة بالمدرسة وهي لجنة حوار الطلاب يتم من خلال هذه اللجنة استقبال مشكلات الطلاب والتعرف على حاجاتهم وتكون الحلول من قبلهم بالتعاون من إدارة المدرسة ؤالاخصائى الاحتماعى.
= عدم تفعيل القواعد التنظيمية للسلوك والمواظبة وتم تصميمها للرقي بالسلوك الإيجابي والحد من السلوك السلبي ، ولكن ما يلاحظ من بعض المدارس بأنها تستخدم هذه القواعد كوسيلة عقابية ويتم اختيار أكثر هذه الإجراءات تشدداً للتخلص من الطالب إما بفصله أو نقله إلى مدرسة أخرى ، فكما نلاحظ بأن ما يقدم عليه بعض زملائنا من مديري المدارس لطرد الطلاب من المدرسة يزيد من البطالة في مجتمعناا وبذلك تزيد المشكلات والجريمة في وطننا .
=