عدد الرسائل : 262 العمر : 56 نقاط : 777 تاريخ التسجيل : 01/01/2010
موضوع: كيف نربى أولادنا على السلوك الاقتصادى الإسلامى الجمعة 07 مايو 2010, 11:32 am
²التربية السلوكية الاقتصادية الإسلامية للأولاد ( الواجب شرعاً) . سوف ينجم عن التربية الإيمانية والتربية الأخلاقية لأولادنا سلوكيات اقتصادية سليمة تحقق البركة والرضا والإشباع المادى والمعنوى وزيادة الأرزاق ، يمكن تلخيص هذه السلوكيات فى الآتى : °الاعتدال فى النفقات وتجنب الإسراف والتقتير ، ولذلك يجب أن نعرف الأبناء ما هو الاعتدال وحدوده فى المصروفات المختلفة ، ومن ناحية أخرى عند تقدير المصروفات الشخصية للأولاد يجب عدم المغالاة فيها فوق الإعتدال حتى لا نشجعهم على الإسراف والذى يقود مفاسد الأخلاق ثم الانحراف . °الإنفاق حسب السعة والمقدرة ، ففى وقت الرخاء ندرب الأولاد على الادخار للمستقبل وأن نزودهم بالوسائل والأساليب المشجعة على ذلك ، ومن ناحية أخرى يجب أن نربيهم على القناعة والتقشف وقت الأزمات وأن هذا كله بقدر الله سبحانه وتعالى ، وَنَقُصُّ عليهم كيف كان سلوك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الأزمات . °ادخار الفائض لوقت الحاجة والفقر ، من الأهمية أن نربى أولادنا على أن الله سبحانه وتعالى هو الباسط والمقدر للأرزاق ، أحياناً يكون هناك سعة فى الرزق ، وأحياناً يكون هناك ضيق فى الرزق ، وتأسيساً على ذلك يجب على الأولاد عدم الإسراف وقت السعة ويجب عليهم الادخار لوقت الحاجة . °استثمار المدخرات وفق شرع الله عز وجل بعيداً عن الرباوالخبائث ، من الأهمية أن نفهم أولادنا منذ الصغر أن فوائد البنوك والمصارف والقروض هى عين الربا المحرم شرعاً، وأن البديل هو استثمار الأموال عن طريق المصارف الإسلامية وأن من يتعامل بالربا ملعون من الله ورسوله ويمحق الله رزقه ويعلن الله عليه الحرب . °ترتيب النفقات وفق الأولويات الإسلامية وهى الضروريات فالحاجيات فالتحسينات ، فعندما يطلب الولد شيئا فى مجال الكماليات وهو فى نفس الوقت محتاج إلى شئ آخر فى مجال الضروريات ، فنعطى الأولوية للضروريات ثم يلى ذلك الحاجيات فالكماليات ونشرح له المبرر لذلك . °الصبر والتقشف وعدم الضجر وقت الأزمات ، يجب أن نُفَهًِم ، أولادنا أن الله سبحانه وتعالى له حكمة فى تضييق الأرزاق ومنها التربية على الصبر والرضا والقناعة ، كما يجب أن نعطى لهم النماذج فى صورة قصص من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ماذا كانوا يفعلون وقت الأزمات ؟ أن هذا النوع من التربية يُِعُّد الأولاد منذ صغرهم على التضحية والجهاد . °الكسب الحلال الطيب : يجب أن ينشأ الولد الصغير على الكسب الحلال الطيب من عمل يده خلال فترات الأجازات وهذا يتطلب من والديه وأخواته الكبار تدريبه على بعض الأعمال التى تناسب سنه ، ويتعلم منهة سواء مهنة والده أو أى مهنة أخرى ، كما يجب نفهمه بأن العمل عبادة وشرف وقيمة ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، فإن تعويد الطفل على والكسب منذ الصغر يعالج مشكلة البطالة عند الكبر . °الشورى فى أمور البيت ومنها المالية ، يجب أن نربى أولادنا منذ الصغر على كيفية المساهمة بآرائهم فى النفقات ونشعرهم بالمسئولية ، بل ننصح بأن ندربهم على كيفية إدارة ميزانية البيت . إن تربية الأولاد على هذه السلوكيات الاقتصادية الإسلامية يَقُوُد إلى إعداد أجيال قادرة على إدارة اقتصاد البيت والشركة والمؤسسة والدولة على أسس الاقتصاد الإسلامى الذى يهدف إلى تحقيق الخير فى الدنيا ولآخرة . ²سلوكيات اقتصادية منهى عنها شرعاً . إن من يراقب سلوكيات بعض أولادنا الاقتصادية يجد أن بعضها بل معظمها منهى عنه شرعاً ، وللأسف لا نهتم بها ، أو لا نعبأ بذلك ، بل نجد بعض الآباء يزكوا تلك السلبيات من باب العاطفة والتدليل .. وتكون من أخطر أبواب المفاسد عقدياً وأخلاقياً وسلوكياً على الأولاد فى الحاضر والمستقبل . لذلك فإنه من الأهمية أن نربى أولادنا على ضرورة تجب هذه السلوكيات السيئة ويكون من داخلهم الباعث والحافز والدافع على تجنبها عبادة لله وطاعة ، وحباً وامتثالاً لرسوله صلى الله عليه وسلم ... وكذلك حباً للوالدين ، ومن بين هذه السلوكيات المنهى عنها شرعاً ما يلى : °سلوك الإسراف : وهو الإنفاق فوق الحد المعتدل المباح شرعاً فأحياناً نجد بعض الآباء يعطون الأولاد من المصروفات ما يزيد عن الاعتدال والقوام ، فيجعل الولد يسرف ، ويعتاد الإسراف ... بل وينشأ على الإسراف وفى هذا إثم على الوالدين ، ولا يجوز أن تطغى العاطفة والحب والتدليل على شرع الله ، بل يجب أن يربى الأولاد على أن الله سبحانه وتعالى لا يحب المسرفين ، وأن هؤلاء المسرفين هم أصحب النار ، فقد قال الله تبارك وتعالى : ]وَلاَتُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ[ [الأنعام : 141] ، وقال عز وجل : ]وَأَنَّ المُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ [ [غافر :43] ، والواقع العملى الذى نعيشه نجد أن معظم الأولاد المنحرفين كانوا فى صغرهم من المسرفين وأن آباءهم هم السبب فى ذلك ، بل قلدوا آباءهم . °سلوك التبذير : ويقصد به الإنفاق على المحرمات والخبائث التى نهى اله سبحانه وتعالى عنها ، مثل الإنفاق على السجاير ونحوها وشراء الأشرطة المخلة بالآداب ، والإنفاق على شرب الخمور والمخدرات والمسكرات وشراء الأفلام السينمائية السيئة ذات الطابع الجنسى ... ولعب القمار والميسر وممارسةالبغاء ... وكل صور الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، يجب أن نفهم أولادنا بأن الله سبحانه وتعالى قد نهى عن التبذير بكافة صوره كما ورد فى قوله تبارك وتعالى : ]وَلاَتُبَذِّرْ تَبْذِيراً ، إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِوَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً[ [الإسراء :27] ، كما حذر رسول الله صلى الله وعله وسلم من التبذير فقال : " ... وكره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال" (متفق عليه) . إن من يتدبر أحوال الأولاد الفاسدين نجدهم من المبذرين فعلاً ، ويصاحبون قرناء الشيطان فى المقاهى والنوادى وعلى قارعات الطرق ، بل أن معظم حوادث سيارات الشباب من المفسدين . يجب على الآباء أن لا تأخذهم رأفة أو عاطفة فى منع أولادهم عن سلوك التبذير وإن لم يفعلوا فسوف يصيبهم عاقبة ذلك من الشرور والمصائب والذنوب . °سلوك الترف والبذخ : ويقصد به الإنفاق من أجل التظاهر والتعاظم والمباهاه والتعالى .. حتى يقال أن ابن فلان يلبس كذا .. ويركب كذا .. إن هذه تربية فاسدة للأولاد تقود إلى الانحراف والبعد عن طريق الله العظيم المتعال ، إن تربية الأولاد على الترف والبذخ والتدليل يكون سبباً إلى الفسوق والعصيان وتدمير حياتهم وحياة أسرهم ، بل وتدمير المجتمع ، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى : ]وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً [ [الإسراء :16] ، ولقد نهى رسول الله صلى الله وعله وسلم عن الترف والبذخ والمظهرية والتدليل فقال : " إياكم والمخيلة ، ولا تلام على كفاف" (رواه ابن ماجه ) . والأدهى والأمر أن نجد الوالد يعانى من عجز فى ميزانية البيت ، ويقترض ليترف أولاده ، تحت دعوى العاطفة والحب ... فهذا السلوك خاطئ شرعاً ، ولا يجوز أن نُرْضىِ الأولاد فى معصية الله عز وجل .